
الطفل الذي يستطيع فهم الآخرين والذي يشعرون بالراحة في التعامل معه يستطيع مصادقة الأطفال الآخرين أسهل من الفاقد لذلك وكذلك في أن يكون خير صديق. لأن «الإحساس بشعور الآخرين » أو ما يعرف بالمواجدة مكون مهم من مكونات النمو الاجتماعي والوجداني للطفل. فالمواجدة تجاه الغير بالحرص على مراعاة مشاعرهم من أهم مقومات التفاعل الناجع معهم. ويستطيع الآباء والأمهات والقائمون بالرعاية مساعدة الأطفال الصغار على تعلم سلوكيات الحرص على مشاعر الناس.
كيف يستطيع أولياء الأمور والمعلمون تشجيع سلوكيات الحرص على مشاعر الغير لدى الأطفال؟
- عرفّ الطفل أثر الكلمات الجارحة والتصرفات المؤذية على الآخرين.
«أترين شعور «جيسي» عندما دفعتها وأسقطتها على الأرض. أنت تعلمين الشعور الفظيع الذي يكتنفك إذا دفعك شخص وأسقطك أرضًا. ساعديها على النهوض من فضلك، ولنتحدث عن حل هذه المشكلة».
«يبدو «برايس» مستاءً لأنك هدمت برج المجسمات الذي كان يبنيه. هيا نساعده في بناء البرج من جديد».
- عرفّ الطفل السلوكيات التي يقدرها الناس ويمتنون لها ولماذا.
«أنا مسرورة لأنك ساعدت «مارتن» في لم ألعابه. وأنا أعرف أنه سعيد لأنك ساعدته. هذه هي الصداقة الطيبة».
«رأيتك رأيت «صوفيا» وهي تبكي لأن أمها غادرت، لذا أعطيتها منديًلًًا وأحضرت لها دميتها المفضلة. وهذا جعلها تعرف مدى اهتمامك بها».
- كن قدوة بالمواجدة .
يتعلم الطفل منك عندما يرى طيبتك مع الناس، ويستمع إلى ما تقوله عن مشكلًات الآخرين، ويسمع كلًامك عن مشاعر الغير. مثل: «لا بد أن السيدة «هانسن» حزينة أشد الحزن لأنها فقدت حيوانها الأليف. هيا نزرها ونحاول أن نواسيها ونفرحها».
- هيئ للأطفال فرص التعاون واللعب معًا.
الألعاب والأنشطة المركزة على التعاون تساعد الأطفال على التفكير في احتياجات الآخرين ومشاعرهم خلًال تعاونهم على تحقيق الأهداف المشتركة. يمكنك على سبيل المثال أن تجعل الأطفال يلعبون ألعاباً تعاونية مثل لعبة الكراسي الموسيقية ولعبة الجري والتثبيت )فريز تاغ( أو أنشطة تعاونية مثل رسم اللوحات الجدارية وبناء المدن بالمجسمات.
ما الذي يعوق سلوكيات الحرص على مشاعر الآخرين لدى الأطفال؟
- التجارب السيئة المبكرة
على سبيل المثال، الأطفال الذين لم تنشأ بينهم وبين والديهم روابط قوية في سن الرضاعة أو من تعرضوا للًاعتداء الجسدي أو لأساليب التأديب القاسية في الصغر قد يعانون لاحقًا من مشكلة في الإحساس بمشاعر الناس. وخير لهؤلاء أن يتلقوا تمرينات إضافية كي يتعلموا المواجدة.
- مشاهدة العنف على التلفزيون أو الأفلًام أو الإنترنت أو ألعاب الفيديو
إذا شاهد الطفل كثيرًا من مشاهد العنف على الشاشات فقد يفقد الإحساس بالآخرين إذا تعرضوا للأذى. فيمكن استشارة المعلمين عن البرامج التي لا تحتوي على مشاهد العنف.


PDF